وقال رئيس رابطة تجار السيارات الروسية أليكسي بودشيكولدين إن روسيا تستورد السيارات من الصين لتزويد السوق المحلية منذ عامين، لكن مشاكل الدفع بين روسيا والصين الناجمة عن العقوبات الأميركية كان لها تأثير خطير على هذا، بحسب وكالة رويترز.
وقد تراجعت بعض البنوك الكبرى بسبب التهديد الأميركي بفرض عقوبات ثانوية على البنوك الصينية التي تسهل التجارة الروسية الصينية. ونتيجة لهذا، اتخذت روسيا والصين عددا من التدابير المعقدة لتجنب تأخير السداد، بما في ذلك الحلول البديلة مثل استخدام البنوك الإقليمية الصينية الأصغر حجما.
ويقول أليكسي بودششيكولدين إن المشكلة حادة بشكل خاص بالنسبة للمستوردين الروس الصغار الذين استردوا أموالهم. والنتيجة هي انخفاض صادرات السيارات الصينية إلى روسيا، في حين يخسر المستوردون الروس أعمالهم وقد يواجهون تكاليف إضافية.
وقال بودشيكولدين "حتى لو عرضت البنوك الروسية حسابات بالروبل في الصين وأدارتها، فلن تتمكن بعد الآن من التجارة مع الصين". في السابق، كان بإمكان البنوك الروسية والصينية الكبيرة فقط إجراء المعاملات، ولكن تم وضع هذه البنوك تدريجياً على قائمة العقوبات. بعد ذلك، يجب توجيه الأموال من خلال عدة بنوك ويجب تحويل جميع المعاملات إلى بنك ثانوي أو ثالث حتى يتم تنفيذها".
وقال بودشيكوولدين في حديثه عن مشكلة الدفع: "المشكلة خطيرة للغاية لدرجة أن أكبر منتجينا المحليين، الذين يشترون قطع الغيار، يعانون منها بالفعل". ويأمل في إنشاء بنك مشترك أو نوع من الحلول الإلكترونية.
وطرح بودشيكولدين أيضا فكرة المقايضة، لكنه قال أيضا إنه على عكس المواد الخام الأساسية، مثل السلع الأساسية مثل النفط والقمح والسكر والغاز الطبيعي، سيكون من الصعب على السلطات الروسية الاتفاق على أسعار السيارات وقطع الغيار.
منذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني في فبراير 2022، انسحبت شركات صناعة السيارات الغربية من السوق الروسية، مما أتاح فرصة كبيرة لشركات صناعة السيارات الصينية، التي سدّت بسرعة الفجوة السوقية التي خلفها منافسوها الغربيون. واليوم، استحوذت شركات صناعة السيارات الصينية على أكثر من نصف سوق السيارات في روسيا. ووفقًا لإحصاءات الجمارك الصينية، ارتفعت صادرات السيارات الصينية إلى روسيا من يناير إلى مايو 2023 بنسبة 36 في المائة على أساس سنوي إلى 4.86 مليار دولار.