ورغم مواجهة مجموعة متنوعة من العوامل غير المواتية، فإن مبيعات السيارات الكهربائية العالمية ستواصل النمو.
قبل أيام قليلة، أصدرت بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة (BNEF) تقريرها عن توقعات السيارات الكهربائية على المدى الطويل، وتوقعت أن اختراق السيارات الكهربائية للسوق لا يزال ينمو. إن الانخفاض السريع في أسعار البطاريات، والتقدم في تكنولوجيا البطاريات من الجيل التالي، وتحسن اقتصاديات السيارات الكهربائية مقارنة بالمركبات التي تعمل بالوقود، من شأنه أن يدعم النمو الطويل الأجل لمبيعات السيارات الكهربائية العالمية. ومن المتوقع أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية للركاب العالمية 30 مليون وحدة في عام 2027، وهو ما يمثل 33٪ من مبيعات السيارات العالمية، وأن تنمو إلى 73 مليون وحدة بحلول عام 2040، وهو ما يمثل 73٪ من مبيعات السيارات العالمية.
ويخلص التقرير إلى أن الافتقار إلى النماذج منخفضة التكلفة والتوترات في سوق السيارات الكهربائية الناجمة عن الانتخابات الرئاسية المقبلة أدت إلى تباطؤ تبني السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة هذا العام، بينما في أوروبا، سيتم تنفيذ سياسات صارمة لانبعاثات الكربون في عام 2025، مما يحرر شركات صناعة السيارات من الضغوط لزيادة مبيعات السيارات الكهربائية بشكل كبير هذا العام. لكن عوامل السياسة التنظيمية والتغيير السياسي هذه لا تعيق نمو مبيعات السيارات الكهربائية العالمية.
لا شك أن المبيعات ستستمر في النمو، لكن معدل النمو في السنوات القادمة سيكون أبطأ بكثير مما كان عليه في الماضي. ومن المتوقع أن تنمو مبيعات السيارات الكهربائية العالمية بمعدل 21% سنويًا حتى عام 2027، وهو معدل أقل بكثير من متوسط معدل النمو البالغ 61% من عام 2020 إلى عام 2023، وسترتفع حصة مبيعات السيارات العالمية من 17.8% في عام 2023 إلى 33% في عام 2027. وبحلول ذلك الوقت، ستكون حصة الصين وأوروبا فقط من مبيعات السيارات الكهربائية أعلى من المتوسط العالمي، بنسبة 60% و41% على التوالي. وستزيد مبيعات السيارات الكهربائية في البرازيل خمسة أضعاف، وستزيد مبيعات السيارات الكهربائية في الهند ضعفين.
وأشار التقرير إلى أن ملكية المركبات الكهربائية العالمية ستصل إلى 476 مليوناً في عام 2035، وسترتفع إلى 722 مليوناً في عام 2040، وهو ما يمثل 45% من ملكية المركبات.
على وجه التحديد، مع شعبية السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة، حققت تايلاند والهند والبرازيل ودول أخرى مبيعات قياسية، ولم تعد السيارات الكهربائية حكراً على الدول الغنية، ومع استمرار تحسن تكنولوجيا الكهربة وانخفاض أسعار البطاريات، ستتغير مبيعات السيارات الكهربائية في أسواق السيارات العالمية من تغيير مدفوع بالسياسات إلى تغيير مدفوع بالطلب الاستهلاكي. سيظل موقف الصين كقائد عالمي للسيارات الكهربائية دون تغيير.