بسبب تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية في أوروبا، أعلنت شركة Ford Motor عن خطط لتعديل جدول الإنتاج في مصنعها في كولونيا في ألمانيا لمواجهة تحديات بيئة السوق الحالية. وفقًا لآخر الأخبار، ستطبق فورد نظام الورديات للعمل لمدة أسبوع واحد وأخذ إجازة لمدة أسبوع لتقليل مخاطر الإفراط في الإنتاج وتخفيف ضغط المخزون المتزايد.
في السنوات الأخيرة، ومع النمو السريع للطلب على السيارات الكهربائية في السوق الأوروبية، فتح مصنع فورد لإنتاج السيارات الكهربائية في كولونيا بألمانيا فرصًا جديدة للتطوير. ومع ذلك، تباطأت مبيعات السيارات الكهربائية في السوق الأوروبية في الأشهر الأخيرة، خاصة على خلفية زيادة عدم اليقين الاقتصادي العالمي وانخفاض القوة الشرائية للمستهلكين، وأظهر طلب السوق على السيارات الكهربائية علامات الضعف.
وقال فورد إنه بما أن الطلب الحالي في السوق لم ينمو كما هو متوقع، فيجب تعديل خط الإنتاج في مصنع كولونيا لتجنب الإفراط في الإنتاج وتقليل تراكم المخزون. وردًا على ذلك، قررت شركة فورد تطبيق جدول عمل جديد قبل عطلة عيد الميلاد، وسيعمل الموظفون وفقًا لنظام المناوبات المتمثل في "العمل لمدة أسبوع وإجازة لمدة أسبوع".
ومن المتوقع أن يؤدي تطبيق نظام الورديات هذا إلى تقليل أنشطة الإنتاج في المصنع على المدى القصير. وسيعمل الموظفون في مصنع فورد في كولونيا بالتناوب كل أسبوعين، مما يعني أن كفاءة الإنتاج في المصنع ستتأثر إلى حد ما، ولكنه سيساعد أيضًا فورد على التكيف مع التغيرات في طلب السوق دون تسريح الموظفين.
ورغم أن هذا التعديل يؤثر بشكل مؤقت على ساعات عمل الموظفين ودخلهم، إلا أن فورد تؤكد أن المصنع سيبذل قصارى جهده لحماية مستويات دخل الموظفين وتزويدهم بأوقات راحة مناسبة. ويهدف هذا الترتيب إلى ضمان إمكانية استئناف الإنتاج الطبيعي بسرعة عندما يتعافى الطلب.
أصبح تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية في السوق الأوروبية تحديًا مشتركًا تواجهه العديد من شركات صناعة السيارات التقليدية. وبالمقارنة مع المنافسين الآخرين، حققت فورد وتيرة سريعة نسبيا في تحولها إلى السيارات الكهربائية، كما أن موديلاتها مثل "Mustang Mach-E" و"Fiesta EV" لها مكان في السوق. ومع ذلك، بسبب عوامل مثل ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، ضعفت رغبة المستهلكين في شراء السيارات، خاصة عندما ارتفعت أسعار السيارات الجديدة بشكل عام، وفشلت مبيعات السيارات الكهربائية أيضًا في تلبية التوقعات.
وقالت فورد إنه على الرغم من ضغوط المبيعات على المدى القصير، ستواصل الشركة التزامها بتعزيز استراتيجيتها في مجال الكهرباء وخططها لمواصلة الاستثمار في تقنيات الطاقة الجديدة والمركبات الذكية. ستواصل فورد تحسين عمليات الإنتاج وتحسين الكفاءة لتظل قادرة على المنافسة في انتعاش السوق في المستقبل.
ورغم أن تعديل إنتاج فورد قد يؤثر على الطاقة الإنتاجية لمصنع كولونيا على المدى القصير، إلا أنه من المتوقع أن يمنح فورد المزيد من الوقت للتكيف مع تغيرات السوق. ومع استمرار الحكومات الأوروبية في تعزيز سياسات التحول الأخضر، تظل آفاق التنمية طويلة المدى للسيارات الكهربائية متفائلة.
ومع ذلك، فإن كيفية التعامل مع تقلبات الطلب الحالية وضبط إيقاع الإنتاج دون التأثير على سمعة العلامة التجارية وحصة السوق ستشكل تحديًا رئيسيًا في استراتيجية فورد المستقبلية. وقالت فورد إنها ستراقب عن كثب تغيرات السوق وتعدل خطط الإنتاج بمرونة وفقًا لاتجاه انتعاش الطلب لتحقيق أهداف النمو على المدى الطويل.
يعكس التعديل الذي أجراه مصنع فورد في كولونيا حقيقة عدم اليقين المتزايد في سوق السيارات الأوروبية الحالية، ويكشف أيضًا كيف يمكن لشركات صناعة السيارات الاستجابة بمرونة للتحديات وضمان التطوير المستمر للشركة.